Wednesday, September 17, 2008

طاقات الإيمان والقرآن

طاقات الإيمان والقرآن
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=178483


قال تعالي «الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور علي نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم» (النور ٣٥)، لا شك أننا عندما نتناول صفة من صفات الله، فإننا ننظر إليها من منطلق «ليس كمثله شيء».

فإذا كان الله نوراً فهو لا يمكن أن يكون مثل أي من النور الذي نعرفه أو نراه، ويكفي أنه عندما تجلي للجبل جعله دكا، وخر موسي صعقاً، إلا أن الخالق عز وجل عندما خلق آدم، نفخ فيه من روحه «ونفخت فيه من روحي»، فلا بد أن يكون بداخل كل منا جزء من صفات الخالق عز وجل مثل النور والرحمة والعدل والغفران، وهي ما يطلق عليها صفات الكمال أو الجمال، وأيضاً بعض من صفات القوة «المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف» والشدة «أشداء علي الكفار رحماء بينهم»، وغيرها، وكل هذا أيضاً في إطار «ليس كمثله شيء».

وحديث الرسول صلي الله عليه وسلم يقول «القلوب تصدأ مثل الحديد فعليكم بجلائها بالقرآن»، وقال أيضاً «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، فيقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان».

ولعل الدراسة التي نشرت للدكتور أحمد القاضي في مؤتمر الإعجاز العلمي للقرآن من الجمعية الطبية الإسلامية بولاية فلوريدا عن التأثير الفسيولوجي للاستماع للقرآن الكريم علي أشخاص غير مسلمين لا ينطقون العربية، ومتوسط أعمارهم ٢٢ عاماً توضح ما للقرآن من تأثير إيجابي علي الجهاز العصبي المركزي للإنسان، وقد تم ذلك من خلال ٨٥ جلسة استماع لقراءات قرآنية بطريقة التجويد، ثم ٨٥ جلسة استماع لقراءات غير قرآنية بأربعين جلسة استرخاء مشابهة لجلسات الاستماع ولكن دون أي قراءات.

وكان مقياس النتائج تهدئة النفس من خلال مؤشرات التغيرات الفسيولوجية التي تشير إلي استرخاء الجهاز العصبي المركزي مثل: قابلية الجلد للتوصيل الكهربائي، ودرجة حرارة الجلد والدورة الدموية بالجلد، وكذلك التيارات الكهربائية بالعضلات التي تعكس ردود الفعل العصبية، وعدد ضربات القلب، وضغط الدم، بالإضافة إلي الفحص النفسي المباشر.

وجاءت النتائج لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أو الإيحاء أن هناك تأثيراً إيجابياً، أي تهدئة للنفس، واسترخاء للجهاز العصبي المركزي في جلسات الاستماع القرآنية بنسبة تبلغ أكثر من الضعف عن جلسات الاستماع غير القرآنية.

بينما لم يحدث أي تأثير إيجابي من جلسات الصمت، وهو ما يؤكد أن القرآن كلام الله - لابد أن يكون له تأثير إيجابي علي الإنسان - خلق الله - الذي شهد بالفطرة علي وحدانية الله «وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي شهدنا».

وهناك بعض الدراسات المثيرة التي أجريت لقياس الطاقة الروحية المنبعثة من الأشخاص في حياتهم العادية، وعندما يقتربون أكثر من دينهم، وتصفو أرواحهم، ويزدادون شفافية وارتقاء بالنفس البشرية علي احتياجات الجسد، وقد تم تصنيف البشر من حيث كم الطاقة الروحية المنبعثة من أجسادهم كما يلي:

١- أناس بعيدون عن الدين: لا يمارسون أياً من الشعائر الدينية، وتتراوح مستويات الطاقة المنبعثة منهم ما بين ٥٠ - ٦٠ وحدة.

٢- الباحثون عن الحقيقة «أصحاب النفس اللوامة»: في اتجاه ودرب الله، ويمارسون بعض الطقوس الدينية والروحية التي تجعل نفسهم أكثر هدوءاً وسكينة، وهؤلاء تتراوح مستويات الطاقة عندهم ما بين ٩٠ و٢٠٠ وحدة.

٣- أصحاب النفس المطمئنة: الذين عرفوا طريقهم إلي الله، ويمارسون العبادات والطقوس بحب وشغف، ولهم تأثير إيجابي علي الآخرين، وتصل مستويات الطاقة عندهم إلي ٣٠٠ وحدة.

٤- الخاصة والدعاة: وعندهم القدرة أن يكون لديهم عدد كبير من المريدين والتابعين، ويعرفون طريقهم إلي الله جيداً، وهم في حالة سلام نفسي، وتصل مستويات الطاقة عندهم إلي ٨٠٠ وحدة.

٥- الأولياء والخلصاء والأصفياء: وعددهم قليل جداً، وربما يكونون غير معروفين للعامة، وتصل مستويات الطاقة لديهم من ٩٠٠ إلي ١٦٠٠ وحدة، وهؤلاء الناس يتمتعون بقدرات خاصة من الوعي والإدراك والحواس، الذي ربما يصل لما نطلق عليه لفظ «الكرامات».

لذا فإننا لا نعلم مقدار الشحنة والطاقة الروحية التي تتولد لدينا عندما نذكر الله بإخلاص فتفيض أعيننا بالدمع، وتوجل قلوبنا، ولا عندما نقرأ القرآن، أو نجلس مع أهل الذكر.

وعنه صلي الله عليه وسلم أنه قال «إن لله تعالي ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله عز وجل، تنادوا هلموا إلي حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلي السماء الدنيا، فيسألهم ربهم وهو أعلم: ما يقول عبادي؟ يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، فيقول: هل رأوني، فيقولون: لا والله ما رأوك، فيقول: كيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وتمجيداً وأكثر لك تسبيحاً، فيقول: فيم يسألون؟ يقولون: يسألونك الجنة، قال: وهل رأوها؟ فيقولون: لو أنهم رأوها لكانوا أشد عليها حرصاً وطلباً، وأعظم فيها رغبة، قال سبحانه: فمم يتعوذون؟ قالوا: يتعوذون من النار.

قال: وهل رأوها، فيقولون: لو رأوها لكانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة، فيقول عز وجل: فأشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقي جليسهم. صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.

------------------------------------
بقلم د. عبدالهادي مصباح ١٤/٩/٢٠٠٨
-----------------------------------------
المصدر صندوق الفيس بوك التابع لحضرتى

No comments:

Post a Comment